Monday, April 12, 2010

قيصريـــــــه!


سألها طبيب التخدير...ها عايزه تنامى نصفى ولا كلى...!
ترد وبمنتهي الحزم...كلى يا دكتور!
ليه يا مدام...ده النصفى للقيصريه احسن واسهل وهتشوفى النونو اول لما يتولد...!
تردد مره اخرى فى حزم..كلي يا دكتور..!!
خلاص براحتك...
كانت تريد ان تنفصل عن جو غرفه العمليات...عن الطبيب..عن الجمييع..عن نفسها...!!
وتشعِـر كل خليه فيها...بمعنى الهدوء...والسكون...والانفصال التام عن العالم!!!!
تدخل الى غرفه العمليات...يبدأ الطبيب فى تخديرها...
تتهاوى الكلمات على مسامعها....
عايز فنتانيل...
عقمووو يالاااا..
.فين دكتور الاطفال...
ثم اخذت الاصوات تتلاشي...
وبدأ السكون...
تشعر به. .نعم!
تشعر بان كل خليه فيها ساكنه... حياتها كلها ساكنه!!!
تماما مثلما تضغط على زر
pause
!! تتأتى الصور فى خيالها...صور متحركه....
صوره امها وهى تبكي لارتفاع حرارتها وهي بنت السابعه...!
صورة والدها وهو يرفعها لتطير فى الهواء...وما ان تقترب من ان تهوي..حتي يمسك بها مجددا..!!
صورة صديقتها وهى تحكي لها عن صديقهم وكيف اكتشفت خدعته..!!
صورتها مع زوجها ..وهو يضم يديها قبل دخولها العمليات!!!
تتوالى الصور بسرعه رهيبه...!!
صور...لم تكن ابدا فى ذاكرتها من قبل...!!!!!
فلم تكن لها صديقه خُدعت من قبل..!!
ولم ترى والدها من قبل...طلق امها...وطلقها معها..!!!
ولم ترى امها تبكي ابدا من قبل...!!
ولم يكن زوجها حاضرا...لانه لا يعترف بها...ولا بطفلها..."ابن تلك الورقه العرفيه"..!!!
****** تسمع صوت طبيب التخدير..."مدام" فتحي عنيكي...حمد الله ع السلامه...
مدام ...فتحي عنيك..خدي نفسك....
تشعر بيديه وهو يحاول ان يجعلها تستعيد وعيها...
تدرك انهم قد قرروا ان يضغطوا على زر.
play
.. لتبدأ اللعبه من جديد...لعبه الحياه
...!
تفتح عينيها...ترى ايديهم ممتده لها بابنها...تقبله... ..!
تعود لبيتها...وتمارس حياتها ..تذهب
لعملها...تنظف المنزل...تذاكر لطفلها......!!
تمضى فى حياتها...وزر التشغيل ذو اللون الاخضر..مستمر...!!!
ولكنها بين الحين والاخر...تسترجع لحظات سكونها اثناء العمليه....
فتغمض عينيها ..وتأخذ نفس عميق...
وتأبى ان تخرجه...فى محاوله منها للعوده لوضع السكووون.!!